أبطال السماء- شباب سعودي يسهرون لحماية مسافري العالم.
المؤلف: منيف الحربي11.14.2025

في سكون الليل الذي يسبق الفجر، تجلّى لي منظرٌ فائق السريالية في مدينة الرياض. كانت نسمات أكتوبر اللطيفة تضفي على العاصمة هدوءاً آسراً، يبشر بقدوم ليالي الشتاء الباردة.
على سطح الأرض يسود هذا الهدوء، بينما تعج السماء فوقنا بحركة دؤوبة. مئات الطائرات اختارت الأجواء السعودية الآمنة ملاذاً لها، في ظل الظروف الإقليمية المتقلبة والملتهبة.
في لحظة واحدة، يخترق سماء المملكة ما يقارب 225 طائرة، تسعين بالمئة منها ذات جسم عريض، حاملة على متنها ما يناهز مئة ألف مسافر. تخيلوا هذا العدد الهائل من البشر المحلقين فوق الغيوم، مسترخين في مقاعدهم، غير مدركين للجهود المضنية التي يبذلها آخرون للحفاظ على أمنهم وسلامتهم!
تلك هي الخلفية الدرامية لهذا المشهد السريالي، أما الأبطال الحقيقيون فهم مجموعة من الشباب والشابات السعوديين، لا تتجاوز أعمارهم السابعة والعشرين ربيعاً. يقضون لياليهم الطويلة أمام شاشات الرادار بتركيز عالٍ، مستمدين قوتهم من إيمانهم الراسخ بالله وحبهم العميق لوطنهم وإخلاصهم المتفاني له.
هذا الوطن الذي احتضنهم وعلمهم، وآمن بقدراتهم ومنحهم الثقة اللازمة، حتى أصبحوا مثالاً يحتذى به عالمياً في الكفاءة والتفاني. أصواتهم لا تهدأ وهم ينظمون حركة الطائرات ويحرصون، بعد حفظ الله، على سلامة المسافرين. إنهم أبطال المراقبة الجوية السعودية، الذين يديرون واحدة من أهم مناطق التحكم الجوي وأكثرها ازدحاماً في العالم، مساهمين بذلك في إنجازات قطاع الطيران المدني السعودي المنتشر على امتداد الوطن.
تعود جذور المراقبة الجوية السعودية إلى ما يقارب خمسة وسبعين عاماً مضت. الأستاذ حمزة الدباغ، رحمه الله، يعتبر أول مراقب جوي سعودي، حيث أُرسل في عام 1948م إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة هذا المجال الحيوي. وفي عام 1963م، تخرجت الدفعة الأولى من معهد الملاحة الجوية، قبل أن يتم إغلاقه في عام 1980م إثر حادثة حريق طائرة الترايستار. بعد ذلك، تم ابتعاث ثلاثمائة طالب لدراسة المراقبة الجوية في كل من السويد وكندا وبريطانيا. ثم أُعيد افتتاح معهد الملاحة الجوية في جدة في عام 1988م، ليتحول لاحقاً إلى الأكاديمية السعودية للطيران المدني في عام 2007م.
في عام 2014، تحقق إنجاز هام وهو سعودة مهنة المراقبة الجوية بنسبة مئة بالمئة. وفي عام 2016، تأسست شركة الملاحة الجوية السعودية، التي كانت سابقاً إحدى إدارات هيئة الطيران المدني، لتشكل نقلة نوعية في خدمات المراقبة الجوية. وفي عام 2019، احتفلنا بتخريج الدفعة الأولى من المراقبات الجويات السعوديات، لتنضم المرأة السعودية لأول مرة في تاريخ المملكة إلى هذا المجال الحيوي.
في الأحد القادم، يحتفل العالم أجمع بـ«اليوم العالمي للمراقب الجوي»، الذي يوافق العشرين من أكتوبر في كل عام. وبهذه المناسبة، نتوجه بتحية إجلال وإكبار إلى كل أبطال هذا المشهد الحي، في كل لحظة من لحظات العمل. أنتم تسطرون أمجاد جيل قدم الكثير، وتكتبون فجراً جديداً وفخراً عظيماً لصناعة الطيران في وطننا الغالي. كل عام وأنتم حراس سماء الوطن، تنعمون بالسعادة وتمنحون العطاء.
على سطح الأرض يسود هذا الهدوء، بينما تعج السماء فوقنا بحركة دؤوبة. مئات الطائرات اختارت الأجواء السعودية الآمنة ملاذاً لها، في ظل الظروف الإقليمية المتقلبة والملتهبة.
في لحظة واحدة، يخترق سماء المملكة ما يقارب 225 طائرة، تسعين بالمئة منها ذات جسم عريض، حاملة على متنها ما يناهز مئة ألف مسافر. تخيلوا هذا العدد الهائل من البشر المحلقين فوق الغيوم، مسترخين في مقاعدهم، غير مدركين للجهود المضنية التي يبذلها آخرون للحفاظ على أمنهم وسلامتهم!
تلك هي الخلفية الدرامية لهذا المشهد السريالي، أما الأبطال الحقيقيون فهم مجموعة من الشباب والشابات السعوديين، لا تتجاوز أعمارهم السابعة والعشرين ربيعاً. يقضون لياليهم الطويلة أمام شاشات الرادار بتركيز عالٍ، مستمدين قوتهم من إيمانهم الراسخ بالله وحبهم العميق لوطنهم وإخلاصهم المتفاني له.
هذا الوطن الذي احتضنهم وعلمهم، وآمن بقدراتهم ومنحهم الثقة اللازمة، حتى أصبحوا مثالاً يحتذى به عالمياً في الكفاءة والتفاني. أصواتهم لا تهدأ وهم ينظمون حركة الطائرات ويحرصون، بعد حفظ الله، على سلامة المسافرين. إنهم أبطال المراقبة الجوية السعودية، الذين يديرون واحدة من أهم مناطق التحكم الجوي وأكثرها ازدحاماً في العالم، مساهمين بذلك في إنجازات قطاع الطيران المدني السعودي المنتشر على امتداد الوطن.
تعود جذور المراقبة الجوية السعودية إلى ما يقارب خمسة وسبعين عاماً مضت. الأستاذ حمزة الدباغ، رحمه الله، يعتبر أول مراقب جوي سعودي، حيث أُرسل في عام 1948م إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة هذا المجال الحيوي. وفي عام 1963م، تخرجت الدفعة الأولى من معهد الملاحة الجوية، قبل أن يتم إغلاقه في عام 1980م إثر حادثة حريق طائرة الترايستار. بعد ذلك، تم ابتعاث ثلاثمائة طالب لدراسة المراقبة الجوية في كل من السويد وكندا وبريطانيا. ثم أُعيد افتتاح معهد الملاحة الجوية في جدة في عام 1988م، ليتحول لاحقاً إلى الأكاديمية السعودية للطيران المدني في عام 2007م.
في عام 2014، تحقق إنجاز هام وهو سعودة مهنة المراقبة الجوية بنسبة مئة بالمئة. وفي عام 2016، تأسست شركة الملاحة الجوية السعودية، التي كانت سابقاً إحدى إدارات هيئة الطيران المدني، لتشكل نقلة نوعية في خدمات المراقبة الجوية. وفي عام 2019، احتفلنا بتخريج الدفعة الأولى من المراقبات الجويات السعوديات، لتنضم المرأة السعودية لأول مرة في تاريخ المملكة إلى هذا المجال الحيوي.
في الأحد القادم، يحتفل العالم أجمع بـ«اليوم العالمي للمراقب الجوي»، الذي يوافق العشرين من أكتوبر في كل عام. وبهذه المناسبة، نتوجه بتحية إجلال وإكبار إلى كل أبطال هذا المشهد الحي، في كل لحظة من لحظات العمل. أنتم تسطرون أمجاد جيل قدم الكثير، وتكتبون فجراً جديداً وفخراً عظيماً لصناعة الطيران في وطننا الغالي. كل عام وأنتم حراس سماء الوطن، تنعمون بالسعادة وتمنحون العطاء.
